علمتني النساء...-ابراهيم أوحسين
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

علمتني النساء...

هل يستطيع الجمل أن يرى حدبته؟ أبدا.. يرى حدبة الآخرين، فيهجو ظهورهم،
ويمدح ظهره !! هكذا علمتني ..
لا أكاد اصدق ! ! ما نجتره لسنوات طوال، قد نتخلى عنه في لحظة جد
وجيزة.. المطلق والثابت ملعونان.. لا منطق يخلد للأبد ..
لو صادف وحدثك قلبك بشيء مزعج.. ثعابين ضاحكة.. تماسيح ساخرة.. سواد.. هاوية..
فتلك علامة من علامات السعادة والفلج في الحياة.. احضنها واركع في محرابها،
واشكر الله على ذلك. لمعان السيف دليل التفاؤل وطول العمر.. هكذا علمتني ..
انه قرن المعجزات واللامتوقع، أو قل أنها دنيا النكبات الفجائية.. لا
زالت متمسكة بمفهومها الصحيح ..
لا زلت ميكروسكوبيا على أن تعي هذه الأمور.. لا شك أن الصور باهتة أمام حدقتيك،
الطريق طويلة أمامك كي تدرك وتعي العالم الخارجي بتفاصيله الغامضة.. كثر هم
الذين التقطوا الصور الأولى، وجعلوا أنفسهم أبطالا يسحرون الشرق والغرب.. لكن
.. كم من ساحر انقلب عليه سحره، ليرجع بخفي حنين؟ ! هكذا علمتني
هل تعلم ان خطاباتك الأيديولوجية قد جاوزها التاريخ ؟
نكران الذات.. التعاون.. التسامح، مجرد طابوهات تلوكها الألسن، إنها ألفاظ
خارقة للعادة لا يمكن بناؤها على وجه البسيطة.. الخارق يشكل وسيلة لوصف الأشياء
التي لا يمكن لنا أن نتناولها بشكل واقعي .أليس هذا كلام "بيتربنزولد "؟ إذن
لا تحلم أحلام بقرة... هكذا علمتني..
قالت: مازال عقلك راكدا أسطوريا.. كم لبثت في حوض التعليم الميثولوجي
الدوغمائي؟ فكر بمنطقك الخاص ..
الحياة تحتاج لفكر شيطاني، بل تفرضه عليك.. ألم تسمع بقولة ميكيافلي؟
دون أن أدخل بك لمتاهات التفاصيل، فوراء كل مجنون امرأة، ووراء كل امرأة حادث

.. احذر إذن.. هكذا علمتني ..
ألم يخنك لسانك ذات مرة؟ قدمك؟ تفكيرك؟ فراستك؟
الخيانة بكل بساطة حدوث ما لم تكن تتوقعه، إنها لعنة تصيب من يفكر كثيرا ...
أحلم بدل أن تفكر، فالإنسان الذي يحلم إله، والذي يملك عقلا فهو بئيس.. كن
ككلب بافلوف، عندما تسمع رنينا، إستعد و الهث فقد تجد ما تأكله ! ! هكذا
علمتني ..
علمتني كيف أقرأ أوراق النفس، و جغرافية الحياة ..
علمتني الصيف في الشتاء والخريف في الربيع ..
علمتني كل ما أحتاج تعلمه بضربة واحدة ..
علمتني كيف أقتل خجلي وأنفصل عن رهبتي، و كيف أصنع تغييرا تراجيديا مستعينا
بحصان طروادة.. أستغرب حقا، ما وظيفتهن في الكون؟
قالت: صبرا جميلا .. ستتعود شيئا فشيئا.. البدر لايكتمل إلا بعد مرور
ردح من الوقت ..
اصبر على جمراتنا، ولا تحرق نفسك بأسئلة لا جواب لها، فهذا زمن آن لنا أن
نستعمركم.. للتاريخ أن يضيف صفحات نكتبها بمداد الفخر إليه ..
قلت: أمركن.. الدوام يثقب الرخام.. أي مأساة أعمق من هذه؟ ! هكذا علمتني ..



 
  ابراهيم أوحسين (2008-01-20)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

علمتني النساء...-ابراهيم أوحسين

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia